آحلى بنآت
أخواني الزوار عذرآ آلمنتدى للـ(النساء) يرجى عدم التسجيل

..

أخواتي الزايرات

حياكم الله في منتديآت آحلى بنـآت ،،،}

أخواتي حنا بهالموقع أخوات وحبايب ونتشرف بإنضمامكم لنـا

بـس حبينا نعطيكــم خبر قبل التسجيل

فكونا من الهوشات والي ماخذه قلم صديقتها

والي كسرت شباصت المشرفه لانها ماثبتت الموضوع

بالعربي مانبي مشااكل حملة (لآمشاكل بعد اليوم)

واذا خلآص قررتو تسجلون عندنـآ أبد أرعصي هنــآ ومايصير خاطرك إلا طيـب

ننتظــركـم على أحـــر مــن الجمـــر

للتسجيـل إرعـصي هنـا

وكثروا من العزايم
آحلى بنآت
أخواني الزوار عذرآ آلمنتدى للـ(النساء) يرجى عدم التسجيل

..

أخواتي الزايرات

حياكم الله في منتديآت آحلى بنـآت ،،،}

أخواتي حنا بهالموقع أخوات وحبايب ونتشرف بإنضمامكم لنـا

بـس حبينا نعطيكــم خبر قبل التسجيل

فكونا من الهوشات والي ماخذه قلم صديقتها

والي كسرت شباصت المشرفه لانها ماثبتت الموضوع

بالعربي مانبي مشااكل حملة (لآمشاكل بعد اليوم)

واذا خلآص قررتو تسجلون عندنـآ أبد أرعصي هنــآ ومايصير خاطرك إلا طيـب

ننتظــركـم على أحـــر مــن الجمـــر

للتسجيـل إرعـصي هنـا

وكثروا من العزايم
آحلى بنآت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

آحلى بنآت

يً هلآ والله تو مآنور المنتدى فيكي يً زائر ^^
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قيام الليل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mgnooonh khookhaa
عضوهـ مميزهـۂ
mgnooonh khookhaa


عدد المساهمات : 75
تاريخ التسجيل : 28/06/2011

قيام الليل Empty
مُساهمةموضوع: قيام الليل   قيام الليل Emptyالجمعة أغسطس 12, 2011 4:26 am

[code]




قيام الليل فضله، وآدابه، والأسباب المعينة عليه



في ضوء الكتاب والسنة






التهجد وقيام الليل

أولاً:مفهوم التهجد، يقال: هجد الرجل إذا نام الليل، وهجد إذا صلى بالليل. وأما المتهجِّد فهو القائم إلى الصلاة من النوم(انظر: لسان العرب، لابن منظور، باب الدال، فصل الهاء، 3/432، والقاموس المحيط للفيروز آبادي، باب الدال، فصل الهاء، ص418.).
ثانياً:صلاة التهجد سنة مؤكدة(مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، لابن باز، 11/296.)، ثابتة بالكتاب والسنة، وإجماع الأمة، قال الله -عز وجل- في صفة عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [سورة الفرقان، الآية: 64]. وقال الله –عز وجل- في صفة المتقين: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالأَسْحَار هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [سورة الذاريات، الآيتان: 17-18] وقال تعالى في أصحاب الإيمان الكامل: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، فَلاتَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}[سورة السجدة، الآيتان: 16-17]. وقال سبحانه:{يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ}[سورة آل عمران، الآية: 113]. وقال سبحانه وتعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}[سورة آل عمران، الآية: 17].ووصف الله –عز وجل- أهل الإيمان الكامل الذين يقومون بالليل بالعلم، ورفع مكانتهم على غيرهم، فقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًايَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} [سورة الزمر، الآية: 9]؛ ولعظم شأن صلاة الليل قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم:{يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلاً، نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً، أَوْزِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}[سورة المزمل، الآيات: 1-4].وقال سبحانه:{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [سورة الإسراء، الآية: 79]،وقال –عز وجل-: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً، فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا، وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً، وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً} [سورة الإنسان، الآيات: 23-26]. وقال سبحانه وتعالى:{وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} [سورة ق، الآية 40].وقال عز وجل:{وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ}[سورة الطور، الآية: 49]، وحث عليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ”أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل“(مسلم، كتاب الصيام، باب فضل صوم المحرم، برقم 1163 من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-.).
ثالثاً:فضل قيام الليل عظيم؛ للأمور الآتية:
1- عناية النبي صلى الله عليه وسلم بقيام الليل حتى تفطرت قدماه:فقد كان صلى الله عليه وسلم يجتهد في القيام اجتهاداً عظيماً، فعن عائشة – رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتفطَّر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ”أفلا أحب أن أكون عبداً شَكُورا“(متفق عليه: البخاري، كتاب التفسير، سورة الفتح، باب قوله:{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} برقم 4837، ومسلم، كتاب صفات المنافقين، باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة، برقم 2820.)، وعن المغيرة – رضي الله عنه - قال: "قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورَّمت قدماه، فقيل له: غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ”أفلا أكون عبداً شكورا“"(متفق عليه: البخاري، كتاب التفسير، سورة الفتح، باب قوله: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} برقم 4836، ومسلم، كتاب صفات المنافقين، باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادة، برقم 2819.).
وقد أحسن القائل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حين قال:



وفينا رسول الله يتلو كتابه.... إذا انشق معروف من الفجر ساطع



يبيت يجافي جنبه عن فراشه.... إذا استثقلت بالكافرين المضاجع

2- من أعظم أسباب دخول الجنة:فعن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- قال: لما قَدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قِبَلَه، وقيل: قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً، فجئت في الناس؛ لأنظر، فلما تبيَّنت وجْهَهُ عرفتُ أن وجهه ليس بوجه كذَّاب، فكان أول شيء سمعتُه تكلَّم به أن قال: ”يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناسُ نيام، تدخلوا الجنة بسلام“(أخرجه ابن ماجة).
وقد أحسن القائل حين قال:



ألهتك لذةُ نومةٍ عن خير عيشٍ.... مع الخيرات في غرف الجنان



تعيش مخلداً لا موت فيها..... وتنعم في الجنان مع الحسانِ



تيقظ من منامك إنَّ خيراً.... من النوم التهجد بالقرآن

(قيام الليل للإمام محمد بن نصر المروزي ص90، والتهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا ص317، وقيل الأبيات لمالك بن دينار.)
3- قيام الليل من أسباب رفع الدرجات في غرف الجنة: لحديث أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”إن في الجنة غُرفاً يُرى ظَاهرُها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدَّها الله تعالى لمن أطعم الطعام، وألانَ الكلام، وتابع الصيام(تابع الصيام، أي أكثر منه بعد الفريضة بحيث تابع بعضها بعضاً ولا يقطعها رأساً، وقيل: أقله أن يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، 6/119.)، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام“(أحمد، 5/343،.).

4-المحافظون على قيام الليل محسنون مستحقون لرحمة الله وجنته:لأنهم {كَانُواقَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالأَسْحَارِهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [سورة الذاريات، الآيتان:17، 18].

5- مدح الله أهل قيام الليل في جملة عباده الأبرار عباد الرحمن، فقال عز وجل: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [سورة الفرقان، الآية: 64].
6- شهد لهم بالإيمان الكامل فقال سبحانه: {إِنَّمَايُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْبِهَا خَرُّواْ سُجَّدًا وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ، تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}[سورة السجدة، الآيات: 15-17].
7- نفى الله التسوية بينهم وبين غيرهم ممن لم يتصف بوصفهم، فقال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًايَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [سورة الزمر، الآية: 9].
8- قيام الليل مكفِّر للسيئات ومنهاة للآثام: لحديث أبي أمامة –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ”عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قُربة إلى ربكم، ومكفِّر للسيئات، ومنهاة للآثام“(الترمذي، كتاب الدعوات، باب فتح له منكم باب الدعاء، برقم 3549، والحاكم، 1/308، والبيهقي، 2/502، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، 2/199، برقم 452، وفي صحيح سنن الترمذي، 3/178.).
9- قيام الليل أفضل الصلاة بعد الفريضة:لحديث أبي هريرة –رضي الله عنه- يرفعه، وفيه: ”أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل“(مسلم، برقم 1163).
10- شرف المؤمن قيام الليل:لحديث سهل بن سعد –رضي الله عنه- قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ”يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌّ به“ ثم قال: ”يا محمد شرف المؤمن قيام الليل، وعزُّه استغناؤه عن الناس“(أخرجه الحاكم 4/325.).
11- قيام الليل يُغْبَطُ عليه صاحبه:لعظم ثوابه، فهو خير من الدنيا وما فيها؛ لحديث عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار“؛ولحديث عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلَّطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلِّمها“(متفق عليه..).
12- قراءة القرآن في قيام الليل غنيمة عظيمة:لحديث عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين(المقنطرين: أي ممن كتب له قنطار من الأجر، الترغيب والترهيب للمنذري، 1/495.)“( أبو داود، كتاب شهر رمضان، برقم 643.).وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خَلِفَاتٍ عظام سمانٍ"؟ قلنا: نعم، قال: ”ثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات عظام سمان“(مسلم، كتاب صلاة المسافرين، ، برقم 802.).
وقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم أقصى مدة وأدنى زمن يُختم فيه القرآن لعبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- عندما سأله، فقال له:”في أربعين يوماً“ ثم قال:”في شهر“ ثم قال:”في خمس عشرة“ ثم قال:”في عشر“ثم قال: ”في سبع“(سنن أبي داود، كتاب شهر رمضان، باب تحزيب القرآن، برقم 395، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/262.). قال: إني أقوى من ذلك، قال: ”لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث“(أبو داود، كتاب شهر رمضان، باب في كم يقرأ القرآن، برقم 1390، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 1/261.).
رابعاً:أفضل أوقات قيام الليل الثلث الآخر: وصلاة الليل تجوز في أوله، وأوسطه، وآخره؛ لحديث أنس –رضي الله عنه- قال: ”كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصلياً إلا رأيته، ولا نائماً إلا رأيته“(البخاري، كتاب التهجد، برقم 1141.).وهذا يدل على التيسير، فعلى حسب ما تيسر للمسلم يقوم، ولكن الأفضل أن يكون القيام في الثلث الآخر من الليل؛ لحديث عمرو بن عبسة –رضي الله عنه- أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ”أقرب ما يكون الربُّ من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن“(الترمذي، كتاب الدعوات.). ومما يزيد ذلك وضوحاً حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ”ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ [فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر]“( متفق عليه).
وعن جابر – رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ”إن في الليل لساعةً لا يوافقها عبدٌ مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة“(مسلم، كتاب صلاة المسافرين ، برقم 757.).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:”أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوماً ويفطر يوماً ولا يفرُّ إذا لاقى“(متفق عليه).
وعن عائشة – رضي الله عنها- قالت حينما سُئلت: أي العمل كان أحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: الدائم، قلت: متى كان يقوم؟ قالت: كان يقوم إذا سمع الصارخ(متفق عليه).وفي حديثها الآخر – رضي الله عنها-:”إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليوقظه الله من الليل فما يجيء السَّحر حتى يفرغ من حزبه“(أبو داود، كتاب التطوع).
خامساً:عدد ركعات قيام الليل: ليس له عددٌ مخصوص؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ”صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى“(متفق عليه.).
ولكن الأفضل أن يقتصر على إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة – رضي الله عنها- قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلِّم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة“(مسلم، برقم 736،.)؛ ولحديثها الآخر: ”ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة“(متفق عليه.).
سادساً: آداب قيام الليل:
1- ينوي عند نومه قيام الليل: وينوي بنومه التَّقَوِّي على الطاعة ليحصل على الثواب على نومه؛ لحديث عائشة – رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”ما من امرئ تكون له صلاة بليل فغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته، وكان نومه صدقة عليه“(النسائي، كتاب قيام الليل وتطوع النهار.). ولحديث أبي الدرداء – رضي الله عنه- يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبتْهُ عيناه حتى أصبح، كُتِبَ له ما نوى، وكان نومُهُ صدقةً عليه من ربه عز وجل“(النسائي، كتاب قيام الليل وتطوع النهار،.).
2- يمسح النوم عن وجهه عند الاستيقاظ: ويذكر الله، ويتوسل ويقول:”لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ربِّ اغفر لي“؛ لحديث عبادة بن الصامت – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا استجيب [له]( ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري 3/41 أن قوله "له" زادها الأصلي، قال: "وكذا في الروايات الأخرى" قلت: زادها ابن ماجه في سننه برقم 3878، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 2/335.)“( البخاري، كتاب التهجد، ، برقم 1154.).
وفي حديث ابن عباس – رضي الله عنهما- قال:”... استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر الآيات الخواتيم من سورة آل عمران...“( مسلم،.)، وعن حذيفة – رضي الله عنه- قال: ”كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك“(متفق عليه: البخاري، برقم 245،.)، ويقول أذكار الاستيقاظ من النوم الأخرى(انظر: حصن المسلم، للمؤلف ص12-16.)، ويتوضأ كما أمره الله تعالى.
3- يفتتح تهجده بركعتين خفيفتين:لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله؛ لحديث عائشة – رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين"( مسلم، كتاب صلاة المسافرين، برقم 767.)؛ ولحديث أبي هريرة – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين“(مسلم، كتاب صلاة المسافرين، برقم 768.).
4- يُستحب أن يكون تهجده في بيته:لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتهجَّد في بيته؛ ولحديث زيد بن ثابت – رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”...فعليكم بالصلاة في بيوتكم؛ فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة“(متفق عليه).
5- المداومة على قيام الليل وعدم قطعه:يُستحب أن يكون للمسلم ركعات معلومة يداوم عليها، فإذا نشط طوَّلها وإذا لم ينشط خفَّفها، وإذا فاتته قضاها؛ لحديث عائشة – رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يملُّ حتى تملوا“وكان يقول:”أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قلّ“(متفق عليه)؛ ولحديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما- قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:”يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل“(متفق عليه). ولحديث عائشة – رضي الله عنها- قالت:"...وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحبّ أن يداوم عليها، وكان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة"( مسلم، برقم 746، وتقدم تخريجه.)؛ ولحديث عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كُتِبَ له كأنما قرأه من الليل“(مسلم، برقم 747، وتقدم تخريجه.).
6- إذا غلبه النعاس ينبغي له أن يترك الصلاة وينام حتى يذهب عنه النوم:لحديث عائشة – رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم؛ فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه“(متفق عليه)؛ ولحديث أبي هريرة – رضي الله عنه- يرفعه: ”إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدرِ ما يقول فليضطجع“(مسلم، برقم 787، وتقدم تخريجه.).
7- يُستحب له أن يوقظ أهله:لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل فإذا أوتر قال لعائشة – رضي الله عنها-: ”قومي فأوتري يا عائشة“(متفق عليه.)؛ ولحديث أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، ثم أيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، ثم أيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء“(النسائي، كتاب قيام الليل وتطوع النهار،.).وعن أبي سعيد وأبي هريرة – رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:”إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين كُتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات“(ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة،.).
وعن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ليلةً فقال:”ألا تصليان“؟ فقلت: يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت له ذلك، ولم يرجع إلي شيئاً، ثم سمعته وهو مدبرٌ يضرب فخذه ويقول: {وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً}( متفق عليه).
قال ابن بطال – رحمه الله-:"فيه فضيلة صلاة الليل، وإيقاظ النائمين من الأهل والقرابة لذلك"( نقلاً عن فتح الباري، لابن حجر، 3/11.)،وقال الطبري – رحمه الله-:"لولا ما علم النبي صلى الله عليه وسلم من عظم فضل الصلاة في الليل ما كان يزعج ابنته وابن عمه، في وقت جعله الله لخلقه سكناً، لكنه اختار لهما إحراز تلك الفضيلة على الدعة والسكون، امتثالاً لقول الله تعالى(نقلاً عن فتح الباري، لابن حجر، 3/11.):{وَأْمُرْأَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَالاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}[سورة طه، الآية: 132]. وقول علي – رضي الله عنه-:"إنما أنفسنا بيد الله" اقتبس علي – رضي الله عنه- ذلك من قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[سورة الزمر، الآية: 42]، وقوله"بعثنا"المقصود: أيقظنا(انظر: فتح الباري، لابن حجر، 3/11.)، وقوله: "طرقه"، ذكر النووي – رحمه الله- أن الطرق هو الإتيان في الليل، وأن ضرب النبي صلى الله عليه وسلم لفخذه المختار في معناه: أنه من سرعة جوابه وعدم موافقته له على الاعتذار، ولهذا ضرب فخذه، والحديث فيه: الحث على صلاة الليل، وأمر الإنسان صاحبه بها، وتعهد الإمام والكبير رعيته، بالنظر في مصالح دينهم ودنياهم، وأنه ينبغي للناصح إذا لم تقبل نصيحته أو اعتذر إليه بما لا يرتضيه أن ينكف ولا يعنف إلا لمصلحة(انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 6/311، وفتح الباري لابن حجر، 3/11.).
وعن أم سلمة – رضي الله عنها- زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعاً، فقال:”سبحان الله ماذا أنزل الله من الخزائن؟ وماذا أُنزِل من الفتن؟ أيقظوا صواحب الحجرات – يريد أزواجه- لكي يصلين، رُبَّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة“. وفي لفظ: ”ماذا أنزل الليلة“؟(فتح الباري، 3/11.). قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله-:"... فيه التحريض على صلاة الليل وعدم الإيجاب يؤخذ من ترك إلزامهن بذلك"( البخاري، كتاب العلم، باب العلم والعظة بالليل، برقم 7079.). وفي الحديث استحباب ذكر الله عند الاستيقاظ، وإيقاظ الرجل أهله بالليل للعبادة، لا سيما عند آية تحدث(انظر: فتح الباري، 3/11.)،قال ابن الأثير – رحمه الله-:"رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة" هذا كناية عما يقدمه الإنسان لنفسه من الأعمال الصالحة، يقول: "رُبَّ غني في الدنيا لا يفعل خيراً، وهو فقير في الآخرة، ورُبَّ مُكتسٍ في الدنيا ذي ثروة ونعمة عارٍ في الآخرة شقيٌّ"( موطأ الإمام مالك)
وعن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- أن أباه عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله، حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله للصلاة، يقول لهم: الصلاة الصلاة، ثم يتلو هذه الآية:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}( جامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، 6/68.).
8 ـ يقرأ المتهجد جزءًا من القرآن أو أكثر:أو أقل على حسب ما تيسر مع التدبر لما يقرأ، وهو مخير بين الجهر بالقراءة والإسرار بها، إلا أنه إن كان الجهر أنشط له في القراءة أو كان بحضرته من يستمع قراءته، أو ينتفع بها فالجهر أفضل، وإن كان قريباً منه من يتهجد، أو من يتضرر برفع صوته، فالإسرار أولى ، وإن لم يكن لا هذا ولا هذا؛ فليفعل ما شاء(انظر: المغني لابن قدامة، 2/562.).
وقد دلت الأحاديث على هذا كله، فعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- قال:"صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فأطال حتى هممت بأمر سوءٍ, قيل: وما هممت به؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه"( متفق عليه). وعن حذيفة – رضي الله عنه- قال: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً، إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوُّذ تعوَّذ..."( مسلم، كتاب صلاة المسافرينبرقم 772.)، وعن عوف بن مالك الأشجعي – رضي الله عنه- قال: قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فقرأ سورة البقرة، لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ، ثم ركع بقدر قيامه، يقول في ركوعه: ”سبحان ذي الجبروت، والملكوت، والكبرياء، والعظمة“ ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بآل عمران، ثم قرأ سورة سورة"( أبو داود، كتاب الصلاة).وعن حذيفة – رضي الله عنه- أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فصلى أربع ركعات، فقرأ فيهن:"البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة أو الأنعام"( أبو داود، كتاب الصلاة).
وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- أن رجلاً قرأ المفصَّل في ركعة فقال له:"هذّاً كهذِّ الشعر؟ لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن، فذكر عشرين سورة من المفصل سورتين من آل حم في كل ركعة"( متفق عليه).وفي لفظ:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤهن اثنتين اثنتين في كل ركعة"وقال:"عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود آخرهن من الحواميم: {حم} الدخان، و{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}( البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب تأليف القرآن، برقم 4996، ورقم 5043.).وفي لفظ لمسلم: "عشرون سورة في عشر ركعات من المفصل في تآليف عبد الله"( مسلم، برقم 276 –(722) وتقدم تخريجه.).وفي لفظ لمسلم: "... هذّاً كهذِّ الشعر؛ إن أقواماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع، وإن أفضل الصلاة الركوع والسجود، إني لأعلم النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن..."( مسلم، برقم 275-(722).).
وعن عائشة – رضي الله عنها- قالت: "قام رسول الله بآية من القرآن ليلة"( الترمذي، كتاب الصلاة، باب ما جاء في قراءة الليل، برقم 448، وصحح إسناده الألباني في صحيح الترمذي، 1/140). وعن أبي ذر – رضي الله عنه- قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها، والآية:{إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}( ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها).
وهذا يدل على التنويع في القراءة في صلاة الليل على حسب ما يفتح الله به على عبده وعلى حسب الأحوال وقوة الإيمان.
وأما الجهر بالقراءة والإسرار بها في قيام الليل، فعن عائشة – رضي الله عنها- أنها سُئلت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل يجهر أم يسرّ؟ فقالت: "كل ذلك قد كان يفعل ربما جهر وربما أسرَّ"( أبو داود، كتاب الوتر، باب في وقت الوتر، برقم 1437). وعن أبي قتادة – رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر:”يا أبا بكر، مررت بك وإنك تصلي تخفضُ صوتك“ قال: قد أسمعتُ من ناجيتُ يا رسول الله، قال:”ارفع قليلاً“وقال لعمر: ”مررت بك وأنت تصلي رافعاً صوتك“فقال: يا رسول الله أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان، قال:”اخفض قليلاً“(أبو داود، كتاب التطوع، باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل، برقم 1329.).
وعن عائشة – رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقرأ من الليل، فقال: ”يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا، آية كنت أسقطتها من سورة كذا وكذا“ وفي لفظ: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع قراءة رجل في المسجد فقال:”رحمه الله لقد أذكرني آية كنت أُنسيتها“"(متفق عليه).والقرآن إذا صلَّى به الحافظ له بالليل والنهار ذكره؛ لحديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت“(متفق عليه)
9- جواز التطوع جماعة أحياناً في قيام الليل:لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى جماعة وصلى منفرداً؛ لكن كان أكثر تطوعه منفرداً، فصلى بحذيفة مرة(مسلم، برقم 772،.)، وابن عباس مرة(متفق عليه)وبأنس وأمه واليتيم مرة(مسلم، برقم 658، وتقدم تخريجه.)، وبابن مسعود مرة(متفق عليه)، وبعوف بن مالك مرة(.. أبو داود، برقم 873، والنسائي برقم 1049،.)، وصلى بأنس وأمه، وأم حرام خالة أنس مرة(مسلم، برقم 660،.)، وصلى بعتبان بن مالك وأبي بكر مرة(متفق عليه)، وأمَّ أصحابه في بيت عثمان مرة(انظر: المغني لابن قدامة، 2/567.) ولكن لا يتخذ ذلك سنة راتبة، وإنما إذا فعل ذلك أحياناً فلا بأس، إلا صلاة التراويح فإن الجماعة فيها سنة دائمة(انظر: الاختيارات الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص98.).
10- يختم تهجده بوتر:لحديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً“.وفي لفظ لمسلم: ”من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته وتراً [قبل الصبح] فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بذلك“(متفق عليه.).
11- يحتسب النومة والقومة:ليحصل على الأجر في جميع أحواله: في النوم واليقظة، وقد تذاكر معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري – رضي الله عنهما- الأعمال الصالحة، فقال معاذ: يا عبد الله(أبو موسى الأشعري: اسمه عبد الله بن قيس.) كيف تقرأ القرآن؟ قال:أتفوَّقُهُ تفوُّقاً(أتفوقه: أي ألازم قراءته ليلاً ونهاراً شيئاً بعد شيء، وحيناً بعد حين، مأخوذ من فواق الناقة وهو أن تحلب ثم تترك ساعة حتى تدر ثم تحلب، هكذا دائماً. انظر: فتح الباري لابن حجر، 8/62.)، قال: فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟ قال: أنام أول الليل فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم، فأقرأ ما كتب الله لي فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي"،وفي رواية: "فقال معاذ لأبي موسى: كيف تقرأ القرآن؟ قال: قائماً وقاعداً، وعلى راحلتي، وأتفوقه تفوقاً، قال: أما أنا فأقوم وأنام، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي"( متفق عليه).
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى-:"ومعناه أنه يطلب الثواب في الراحة كما يطلبه في التعب؛ لأن الراحة إذا قُصد بها الإعانة على العبادة حصَّلت الثواب"( فتح الباري، 8/62.).
وقال الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله-:"وهذا فيه حسن سيرة الصحابة وغيرتهم، والمذاكرة فيما بينهم، وفيه الاحتساب حتى النومة والقومة، فالمسلم ينظم وقته، وينظم أموره: ساعة للقرآن، وساعة لأموره الأخرى، وساعة لأهله..."
12- طول القيام مع كثرة الركوع والسجود هو الأفضل في صلاة الليل: ما لم يشق ذلك أو يسبب الملل؛ لحديث جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”أفضل الصلاة طول القنوت(انظر: فتاوى الإمام ابن باز، 11/320-324.)“( والوتر: من صلاة الليل، وهو ختامها، ركعة واحدة يختم بها صلاة الليل انظر: المغني لابن قدامة 2/594، وفتاوى الإمام ابن باز، 30911، 317.)؛ ولحديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رجلاً سأله عن عمل يدخل به الجنة، أو بأحب الأعمال إلى الله، فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: ”عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحطَّ عنك بها خطيئة“(أبو داود، كتاب الوتر)؛ ولحديث ربيعة بن كعب الأسلمي – رضي الله عنه- قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فآتيه بوضوئه وحاجته، فقال لي: ”سل“ فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: ”أوَ غيرَ ذلك“؟ قلت: هو ذاك. قال: ”فأعني على نفسك بكثرة السجود“(الترمذي، كتاب الوتر)؛ ولحديث أبي هريرة – رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثر الدعاء“(متفق عليه)؛ولحديث ابن عباس – رضي الله عنهما- يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ”أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمِنٌ أن يُستجاب لكم“(متفق عليه).
اختلف العلماء – رحمهم الله- لهذه الأحاديث في أيهما أفضل: طول القيام مع قلة السجود، أو كثرة السجود مع قصر القيام؟
فمنهم من قال:كثرة السجود والركوع أفضل من طول القيام، واختارها طائفة من أصحاب الإمام أحمد؛ لأحاديث فضل السجود آنفة الذكر.
ومنهم من قال:إنهما سواء.
ومنهم من قال:طول القيام أفضل من كثرة الركوع والسجود؛ لحديث جابر المذكور آنفا(وذهب إلى وجوب الوتر الإمام أبو حنيفة – رحمه الله): ”أفضل الصلاة طول القنوت“(انظر زاد المعاد لابن القيم، 1/315)، قال الإمام النووي – رحمه الله-: "المراد بالقنوت هنا القيام باتفاق العلماء فيما علمت"( أخرجه أبو داود، كتاب الوتر).
وقال الإمام الطبري – رحمه الله- في قول الله تعالى:{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا} [سورة الزمر، الآية 9] هو في هذا الموضع قراءة القارئ قائماً في الصلاة... وقال آخرون:"هو الطاعة، والقانت المطيع"( أخرجه النسائي بلفظه، في كتاب قيام الليل).
وقال ابن كثير - رحمه الله-:{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا}أي في حال سجوده وفي حال قيامه، ولهذا استدل بهذه الآية من ذهب إلى أن القنوت هو الخشوع في الصلاة ليس هو القيام وحده كما ذهب إليه آخرون، وقال ابن مسعود – رضي الله عنه-: "القانت المطيع لله – عز وجل- ولرسوله صلى الله عليه وسلم".
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-:"أن تطويل الصلاة قياماً وركوعاً وسجوداً أولى من تكثيرها قياماً وركوعاً وسجودا"ً(أحمد في المسند).
وقال الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله-: "قد تنازع أهل العلم في أيهما أفضل: طول القيام مع قلة السجود، أو كثرة السجود مع قصر القيام، منهم من فضل هذا ومنهم من فضل هذا. وكانت صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم معتدلة إن طال القيام أطال السجود والركوع، وإن قصر القيام قصر الركوع والسجود، وهذا أفضل ما يكون". وذكر – رحمه الله-أن الأفضل أن يصلي المسلم ما يستطيع، حتى لا يمل، فإذا ارتاحت نفسه للتطويل أطال، وإن ارتاحت نفسه للتقصير قصر إذا رأى أن التقصير أخشع له وأقرب إلى قلبه وراحة ضميره وتلذذه بهذه العبادة، وكلما كثرت السجدات كان أفضل، فإن استطاع المسلم ذلك فالأفضل طول القيام مع كثرة الركوع والسجود يجمع بين الأمرين، وهي صلاة معتدلة إن أطال القيام أطال الركوع والسجود وإن قصر قصر(انظر: المغني لابن قدامة، 2/595،).
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحمل كثيراً في العبادة، ويتلذذ بها، وربما يقوم في صلاة الليل حتى تتفطر قدماه، فتقول له عائشة – رضي الله عنها-: يا رسول الله، لم تصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فيقول: "أفلا أكون عبداً شكوراً"( مسلم، كتاب صلاة المسافرين)، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في ركعة واحدة من قيام الليل: سورة البقرة، والنساء، وآل عمران، ورآه حذيفة – رضي الله عنه- يصلي أربع ركعات من الليل قرأ فيهن:"
البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة أو الأنعام" (مسلم، كتاب صلاة المسافرين).
وقالت عائشة – رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم:"كان يصلي إحدى عشرة ركعة، كانت تلك صلاته – تعني بالليل – فيسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأُ أحَدُكُم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه"( متفق عليه).
وقد كان صلى الله عليه وسلم يرتاح لذلك ولا يمل من عبادة ربه – عز وجل- بل كانت الصلاة قرة عينه، فعن أنس – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”حُبِّبَ إليّ النساء والطيب، وجُعِلَت قرة عيني في الصلاة“(ابن حبان في صحيحه). وكانت الصلاة راحته، فعن سالم بن أبي الجعد قال: قال رجل: ليتني صليت واسترحت، فكأنهم عابوا عليه ذلك فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:”يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها“(الترمذي، كتاب الصلاة).
أما الأمة فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ”خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا“(سنن الترمذي، 2/333، وآخر الحديث رقم 469.). وعن أبي هريرة – رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:”إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا“(متفق عليه).
ويقول سماحة الإمام ابن باز – رحمه الله:"وهذا يدل على أن الأفضل في حقنا القصد وعدم التطويل الذي يشق علينا حتى لا نمل، وحتى لا نفتر من العبادة، فالمؤمن يصلي ويجتهد ويتعبد لكن من غير مشقة، بل يتوسط في الأمور حتى لا يمل العبادة"( مجموع فتاوى ابن باز 11/305–308).
سابعاً:الأسباب المعينة على قيام الليل:
1- معرفة فضل قيام الليل، ومنزلة أهله عند الله تعالى، وما لهم من السعادة في الدنيا والآخرة، وأن لهم الجنة، وقد شهد الله لهم بالإيمان الكامل، وأنهم لا يستوون هم والذين لا يعلمون، وأن قيام الليل من أسباب دخول الجنة، ورفع الدرجات في غرفها العالية، وأنه من صفات عباد الله الصالحين، وأن شرف المؤمن قيام الليل، وأنه مما ينبغي أن يغبط عليه الإنسان المؤمن.
2- معرفة كيد الشيطان، وتثبيطه عن قيام الليل والترهيب من ترك قيام شيء من الليل؛ لحديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- قال: ذُكِرَ عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال:”ذاك رجل بال الشيطان في أذنه“ أو قال: ”في أذنيه“(مسلم، كتاب صلاة المسافرين)؛ ولحديث أبي هريرة – رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقدٍ، يضرب على مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عُقَدُهُ، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان"( فتح الباري، 3/75.)؛ ولحديث عبد الله بن عمرو ابن العاص – رضي الله عنهما- قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:”يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل“(ابن ماجه). ولحديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما- أنه رأى رؤيا فقصها على أخته حفصة أم المؤمنين – رضي الله عنها- فقصَّتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ”نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل“ فكان بعدُ لا ينام من الليل إلا قليلاً(أبو داود، كتاب الوتر).
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إن الله يبغض كل جعظريٍّ جوَّاظ(مشهودة: أي تشهدها ملائكة الرحمة، وفيه دليلان صريحان على تفضيل صلاة الوتر وغيره آخر الليل. شرح النووي على صحيح مسلم 6/281، وقيل: مشهودة محضورة: تشهدها ملائكة الليل والنهار وتحضرها هذه صاعدة وهذه نازلة. جامع الأصول لابن الأثير 6/58.)، سخاب(مسلم، كتاب صلاة المسافرين) بالأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة“(شرح النووي على صحيح مسلم، 6/281.).
3- قصر الأمل وتذكر الموت: فإنه يدفع على العمل ويذهب الكسل؛ لحديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما- قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: ”كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل“. وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك"( متفق عليه).
قال الإمام الشافعي– رحمه الله تعالى-:



اغتنم في الفراغ فضل ركوع.... فعسى أن يكون موتك بغتة



كم صحيح رأيت من غير سقم.... ذهبت نفسه الصحيحة فلتة(مسلم برقم 169- (758).)

ولما نُعِيَ إليه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي الحافظ أنشد:



إن عشت تفجع بالأحبة كلهم.... وبقاء نفسك لا أبا لك أفجع(مسلم برقم 170- (758).)

وقال آخر:



صلاتك نورٌ والعباد رقودٌ.... ونومك ضد للصلاة عنيد



وعمرك غُنْمٌ إن عقلت ومهلةٌ.... يسيرُ ويفنى دائباً ويبيد(مسلم، برقم 736)

وقال بعض الصالحين:



عجبتُ من جسمٍ ومن صحةٍ.... ومن فتىً نام إلى الفجر



فالموتُ لا تؤمن خطفاتُهُ.... في ظلم الليل إذا يسرِي



من بين منقول إلى حفرةٍ.... يفترش الأعمال في القبرِ



وبين مأخوذٍ على غرةٍ.... بات طويل الكبر والفخرِ



عاجله الموتُ على غفلةٍ.... فمات محسوراً إلى الحشرِ

(متفق عليه)
4- اغتنام الصحة والفراغ؛ ليكتب له ما كان يعمل؛ لحديث أبي موسى – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إذا مرض العبد أو سافر كُتب له مثلُ ما كان يعمل مقيماً صحيحاً“(مسلم، كتاب صلاة المسافرين).
فينبغي للعاقل أن لا يفوته هذا الفضل العظيم، فيهتجد في حال الصحة، والفراغ، والإقامة في الأعمال الصالحة حتى تكتب له إذا عجز أو شغل؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ“(مسلم، كتاب صلاة المسافرين). وعن ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه:”اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك“(مسلم، كتاب صلاة المسافرين).
5- الحرص على النوم مبكراً؛ ليأخذ قوة ونشاطاً يستعين بذلك على قيام الليل وصلاة الفجر؛ لحديث أبي برزة – رضي الله عنه- (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء، والحديث بعدها) (مسلم، كتاب صلاة المسافرين).
6- الحرص على آداب النوم، وذلك بأن ينام على طهارة، وإن لم يكن على طهارة توضأ، وصلى ركعتين سنة الوضوء، ثم يدعو بما ثبت من أذكار النوم، ويجمع كفيه ثم ينفث فيهما ويقرأ فيهما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات، ويقرأ آية الكرسي، والآيتين من آخر سورة البقرة، ويكمل أذكار النوم(النسائي، كتاب قيام الليل وتطوع النهار)، وهكذا يكون من أسباب الإعانة على قيام الليل، وعليه أن يأخذ بالأسباب بأن يضع ساعة عند رأسه تنبهه، أو يوصي من حوله من أهله، أو أقاربه، أو جيرانه، أو زملائه أن يوقظوه.
7- العناية بجملة الأسباب التي تعين على قيام الليل، فلا يكثر الأكل، ولا يتعب نفسه بالنهار بالأعمال التي لا فائدة فيها بل ينظم أعماله النافعة، ولا يترك القيلولة بالنهار، فإنها تعين على قيام الليل، ويجتنب الذنوب والمعاصي، وقد ذُكِرَ عن الثوري – رحمه الله- أنه قال: "حُرِمْتُ قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته"فالذنوب قد يحرم بها العبد فيفوته كثير من الغنائم: كقيام الليل، ومن أعظم البواعث على قيام الليل: سلامة القلب للمسلمين، وطهارته من البدع، وإعراضه عن فضول الدنيا، ومن أعظم البواعث على قيام الليل: حب الله تعالى وقوة الإيمان بأنه إذا قام ناجى ربه وأنه حاضره ومشاهده، فتحمله المناجاة على طول القيامففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ”إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة“(ابن حبان في صحيحه).
ثامناً:صلاة النهار والليل المطلقة:
يصلي المسلم ما شاء من ليل أو نهار من الصلوات المطلقة في غير أوقات النهي، وتكون صلاته مثنى مثنى؛ لحديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”صلاة الليل والنهار، مثنى مثنى...“( أبو داود، برقم 1422)، فيصلي المؤمن ما شاء، وقد ثبت من حديث أنس بن مالك في هذه الآية :{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}[سورة السجدة، الآية: 16]قال:"كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون". وكان الحسن يقول:"قيام الليل"( مسلم، برقم 737).وعن أنس – رضي الله عنه- أنه قال في قوله تعالى: {كَانُواقَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [سورة الذاريات، الآية: 17]قال:"كانوا يصلون في ما بين المغرب والعشاء وكذلك {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ}"( ابن حبان). وعن حذيفة – رضي الله عنه- "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى المغرب فما زال يصلي في المسجد حتى صلى العشاء الآخرة"( البخاري، كتاب الوتر)، وفي رواية عن حذيفة – رضي الله عنه- قال: متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: ما لي به عهد منذ كذا وكذا، فنالت مني، فقلت لها: دعيني آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي معه المغرب وأسأله أن يستغفر لي ولك، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب، فصلى حتى صلى العشاء، ثم انفتل فتبعتُه، فسمع صوتي فقال: ”من هذا حذيفة“؟ قلت: نعم، قال:”ما حاجتك غفر الله لك ولأمك“؟قال: ”إن هذا ملك لم ينزل الأرض قطُّ قبل هذه الليلة استأذن ربَّه أن يسلم عليَّ ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة“. وفي لفظ له: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب، فصلى إلى العشاء"( أبو داود، برقم 1422، والنسائي برقم 1712).

تاسعاً:جواز صلاة التطوع جالساً:
تصح صلاة التطوع مع القدرة على القيام، قال الإمام النووي – رحمه الله-:"وهو إجماع العلماء"( النسائي، كتاب قيام الليل وتطوع النهار). كما يصح أداء بعض التطوع من قيام وبعضه من قعود، وأما صلاة الفريضة فالقيام فيها ركن، من تركه مع القدرة عليه فصلاته باطلة(انظر: الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين 4/21.).
وقد ثبتت الأحاديث بذلك، ففي حديث عائشة – رضي الله عنها- في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل، قالت:”... كان يصلي من الليل تسع ركعات، فيهن الوتر، وكان يصلي ليلاً طويلاً قائماً، وليلاً طويلاً قاعداً، وكان إذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم، وإذا قرأ قاعداً ركع وسجد وهو قاعد...“( ابن حبان).
وعنها رضي الله عنها قالت:”ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في شيء من صلاة الليل جالساً حتى إذا كَبّرَ قرأ جالساً حتى إذا بقي عليه من السورة ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأهن ثم ركع“(انظر: فتح الباري لشرح صحيح البخاري).
وعن حفصة – رضي الله عنها- قالت:”ما رأيت رسول الله صل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قيام الليل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
آحلى بنآت  :: تَرَاتيْل لِـ حَرْفْ الأبْجَديْةْ ..~ :: نسآئم آيمآنيـۂ
-
انتقل الى: